سورة الحاقة - تفسير تفسير الرازي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الحاقة)


        


{إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (34)}
فالأول إشارة إلى فساد حال القوة العاقلة.
والثاني إشارة إلى فساد حال القوة العملية، وهاهنا مسائل:
المسألة الأولى: قوله: {وَلاَ يَحُضُّ على طَعَامِ المسكين} فيه قولان:
أحدهما: ولا يحض على بذل طعام المسكين.
والثاني: أن الطعام هاهنا اسم أقيم مقام الإطعام كما وضع العطاء مقام الإعطاء في قوله:
وبعد عطائك المائة الرتاعا ***
المسألة الثانية: قال صاحب الكشاف قوله: {وَلاَ يَحُضُّ على طَعَامِ المسكين} فيه دليلان قويان على عظم الجرم في حرمان المساكين:
أحدهما: عطفه على الكفر وجعله قرينة له.
والثاني: ذكر الحض دون الفعل ليعلم أن تارك الحض بهذه المنزلة، فكيف بمن يترك الفعل.
المسألة الثالثة: دلت الآية على أن الكفار يعاقبون على ترك الصلاة والزكاة، وهو المراد من قولنا: إنهم مخاطبون بفروع الشرائع، وعن أبي الدرداء أنه كان يحض امرأته على تكثير المرق لأجل المساكين، ويقول: خلعنا نصف السلسلة بالإيمان أفلا نخلع النصف الباقي! وقيل: المراد منه منع الكفار وقولهم: {أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَاء الله أَطْعَمَهُ} [يس: 47].


{فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ (35)}
أي ليس له في الآخرة حميم أي قريب يدفع عنه ويحزن عليه، لأنهم يتحامون ويفرون منه كقوله: {وَلاَ يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً} [المعارج: 10] وكقوله: {مَا للظالمين مِنْ حَمِيمٍ وَلاَ شَفِيعٍ يُطَاعُ} [غافر: 18].


{وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ (36)}
فيه مسألتان:
المسألة الأولى: يروى أن ابن عباس سئل عن الغسلين، فقال: لا أدري ما الغسلين.
وقال الكلبي: وهو ماء يسيل من أهل النار من القيح والصديد والدم إذا عذبوا فهو غسلين فعلين من الغسل.
المسألة الثانية: الطعام ما هيء للأكل، فلما هيء الصديد ليأكله أهل النار كان طعاماً لهم، ويجوز أن يكون المعنى أن ذلك أقيم لهم مقام الطعام فسمى طعاماً، كما قال:
تحية بينهم ضرب وجيع ***
والتحية لا تكون ضرباً إلا أنه لما أقيم مقامه جاز أن يسمى به. ثم إنه تعالى ذكر أن الغسلين أكل من هو؟ فقال:

5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12